الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء
إن أمير المؤمنين يدفع إلي الرجل فيقول لي: اقتله أو اقطعه أو اضربه ولا أعلم بقصته فماذا أفعل؟فقال: هل يأمرك أمير المؤمنين بأمر قد وجب أو بأمر لم يجب؟قال: بل بما قد وجب.قال: فبادر إلى الواجب.وعن مغيث بن بديل قال: دعا المنصور أبا حنيفة إلى القضاء فامتنع فقال: أترغب عما نحن فيه؟فقال: لا أصلح.قال: كذبت.قال: فقد حكم أمير المؤمنين علي أني لا أصلح فإن كنت كاذبا فلا أصلح وإن كنت صادقا فقد أخبرتكم أني لا أصلح.فحبسه.وروى نحوها: إسماعيل بن أبي أويس عن الربيع الحاجب وفيها:قال أبو حنيفة: والله ما أنا بمأمون الرضى فكيف أكون مأمون الغضب فلا أصلح لذلك.قال المنصور: كذبت بل تصلح.فقال: كيف يحل أن تولي من يكذب؟وقيل: إن أبا حنيفة ولي له فقضى قضية واحدة وبقي يومين ثم اشتكى ستة أيام وتوفي.وقال الفقيه أبو عبد الله الصيمري: لم يقبل العهد بالقضاء فضرب وحبس ومات في السجن.وروى: حيان بن موسى المروزي قال:سئل ابن المبارك: مالك أفقه أو أبو حنيفة؟قال: أبو حنيفة.وقال الخريبي: ما يقع في أبي حنيفة إلا حاسد (1) أو جاهل.وقال يحيى بن سعيد القطان: لا نكذب الله ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة وقد أخذنا بأكثر أقواله.__________(1) في الأصل " حاسدا ".
النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 402 - مجلد رقم: 6
|